Rabu, 16 Juni 2010

الإشتقاق

الباب الأول
المقدمة
أ‌. الخلفية
تكون غلم العربية ثلاثة عشر علما, وهي قابلة للتفرع و الزيادة. وقد صارت هذه العلوم, منذ وضعها للآن , شغل علماء العربية الشاغل من عرب وأعاجم يدرسونها و يدرسونها, ويؤلفن فيها الكتب الممتعة النافعة منها ما انفرد بعلم من هذه العلوم, ومنها ما جمع أكثر من علم.
وظاهر من تعريفى النحو والصرف ومن مباحثهماظو أن هذين علمين مضعا للعصمة اللسان من الخطأ فى قراءة الكلام العربى, ولمعرفة ما فى بعض حروف الكلمات من زيادة, وحذف, وقلب, وأبدال, وتغير حركة أو سكون.
أما علم الإشتقاق الذى نحن بصدده, فهو شيئ أخر غير علمى النحو والصرف. إنه علم يزيد اللغة العربية ثروة و غنى, ويجعلها قادرة دائما على التجدد, والتقدم, ومياسرة, إرتفاء شأن الحياة, وإرتفاع الحضارة.
إنه العلو الذى تعرف به أصول الكلمات, وفروعها, و العلقات بينها, وطرق صوغ بعضها من بعض, ففيه من المباحث الجديرة برفعة اللغة وتقدمها. يعنى غشتقاق أفعال حديثة من الأسماء الأعيان التى لا تحصى والتى تزداد كل يوم بالنحتو أو بالتعريب, أو بالوضع, ومن هذه الأفعال يمكن إشتقاق جميع المشتقاتو
وتحت أسماء و أفعال حديثة لمسميات حديثة ثم تصريف هذه الأسماء و الأفعال بوجوه الإشتقاق الجائرة فى نظائرها من الألفاظ الأصلية و الإنتفاع بما فى وجوه القلب و الإبدال من ألفاظ مختلفة التراكب, متقاربة المعانى.
ب.أسئلة الوسئلة
أ. ما التعريف الإشتقاق ؟
ب. ما الإشتقاق الصغير ؟
ت. ما الإشتقاق الكبير ؟
ث. ما الإشتقاق الأكبر؟
ج. ما الإشتقاق الكبّار؟








الباب الثانى
البحث

أ‌. تعريف الاشتقاق
عرف علم الإشتقاق كثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين وبينوا أقسامه واختلفوا فى تعريفه وفى بيان اقسامه بعض الإختلاف فانتقيت من مجموعها التعريف و التقسيم .
الإشتقاق لغة: اشتقاق الشيء: بيانه أو أخذه عن شيء . أمّا اصطلاحاً فهو عمليّة لغويّة تتمّ لتوليد لفظان تناسبهما لفظاً ومعنًى . وأما قال عبد الله أمين يقول أن الإشتقاق أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بين المأخوذ منه فى اللفظ و المعنى جميعا.
وينقسم الإشتقاق إلى أربعة أقسام :
1. الإشتقاق الصغير
2. الإشتقاق الكبير
3. الإشتقاق الأكبر
4. الإشتقاق الكبار


ب‌. الاشتقاق الصغير
1. التعريف
الاشتقاق الصغير (الأصغر ، العامّ ، الصرفي) ، هوأخذ كلمة من أخرى بتغيير في الصيغة مع اشتراكهما في المعنى واتفاقهما في الأحرف الأصل وترتيبها. المثال:
 اسم : ضارب
 اسم المفعول: مضروب
 الفعل : تضارب. وغيرها
من المصدر"الضرب" على رأي البصريين، أو من فعل "ضرب" على رأي الكوفيين.
2. تقسيم اللغات بالنسبة إليه
أ‌. اللغات الفاصلة (isolantes) وهي التي تحافظ فيها الكلمة المفردة على شكل واحد مهما اختلفات في الجملة. ومنها اللغة الصينية، فإذا كان الضمير "أنا" في العربية يصبح "ت" في نحو: "أكلت"، و " نى " في نحو "كافأني"، و "ي" في نحو: " كتابي " فإن الصيني يقول : " أكل أنا، كافأ أنا، كتاب أنا ". اى إن الضمير في الصينية لايتغير من حالة الرفع إلى النصب على الجر بالإضافة.
ب‌. اللغات اللاصقة (agllumatives) وهي التي تضيف إلى أوائل الكلمات الأصلية فيها صدورا أو سوابق prefixes ، وإلى أو اخرها كواسع أو الواحق suffixes ، وقد احتفظت اللغة الإنجلزية ببعض خصائص هذه الفئة من الغات. فهي تنضيف مثلا إلى جدر from، السوابق الآتية:de,per,in,con,re، وغيرها، فتغير المعنى الأول ، فتغير معنى، ولكن بدون أن يطرأ تغيرما على الجدر الأصيل مثال على اللغات اللاصفة اللغة العربية.
ت‌. اللغة المتصرفة (inflexionelle) وهي التي نستطع أخذ صيغ مختلفة من المادة الواحدة منها، للدلالة على المعاني المختلفةومنها اللغات الهندو – اوروبية والسامية.
3. موقف الباحثين من أصله
وقد أورد ابن الأنبري هذه الحجج مفصّلة في كتابه " الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحوين البصريين والكفيين ".
تتلخص حجج البصريين بما يلي:
أ‌. إن المصدر يدل على زمان مطلق. أما الفعل يدل على زمان معين وكما أن المطلق أصل للمقيد، فكذلك المصدر أصل للفعل.
ب‌. إن المصدر اسم، الإسم يقوم بنفسه، ويستغنى عن الفعل، ولكن الفعل لايقوم بنفسه، بل يفتقر إلى الإسم، وما يمتغى بنفسه، ويفتقر إلى غيره أولى بأيكون أصلا مما لا يقوم بنفسه ويفتقرإلى غيره.
ت‌. أن المصدر إنّما سمى كذلك المصدر الفعل عنه.
ث‌. أن المصدر يدلّ على شيء واحد وهو الحديث، اما الفعل يدل بصيغته على شيئين الحدث الزمان المحصّل وكما أن الواحد أصل الإثنين فكذلك المصدر أصل الفعل.
ج‌. إن المصدر له مثال واحد نحو " الضرب "، "الفعل"، والفعل له أمثالة، كما أن الذهب نوع واحد وما يوحد منه أنواع وصور مختلفة.
ح‌. إن الفعل يدل بصيغته على ما يدل عليه المصدر. فالفعل "ضرب" الذى هو المصدر ليس العكس صحيحا. لذلك كان المصدر أصلا و الفعل فرعا, لأن الفرع لابد أن يكون فيه الأصل.
خ‌. لو كان المصدر مشتقاق من الفعل لكان يحب أن يجري على سنن فى القياس, ولم يختلف أسماء الفاعلين و المفعولين, ولوجب أن يدل على ما فى الفعل من الحدث و الزمان, على معنى ثالثظو كما دلت أسماء الفاعلين و المفعولين على الحدث وذات الفعال و المفعول به فلما لم يكن المصدر كذلك دل على أنه ليس مشتقاق من الفعل.
وأما حجج الكفيين فاهمها ما يلى :
أ‌. إن المصدر يصح لصحة ويعتل لا عتلا له, نحو : إقام قواما قياما
1. إن الفعل يعمل فى المصدر, نحو : ضربت, ضربا. وبما أن رتبة العاملقبل رتبة المعمول, وجب أن يكون المصدر فرعا على الفعل.
2. غن المصدر يدكر تأكيدا للفعل, نحو : ضربت – ضرباز ورتبة المؤكد قبل رتبة المؤكد.
3. إن ثمة أفعالا لا مصادر لها. وهي : نعم, بئس, عسى, ليس, فعلا التعجب, وحبدا, فلو كان المصدر أصلا لما خلا من هذه الأفعال, لإستعمالة وجود الفرع من غير أصل.
4. إن المصدر لا يتصور مناه ما لم يكن فعل فاعل, والفاعل وضح له "فعل" فبا بغي أن يكون الفعل الذى يعرف به المصدر أصلا للمصدر.
ولعل أقرب الذاهب إلى الحقيقة, بالنسبة إلى أصل الإشتقاق, مذهب فؤاد ترزى الذى يتلخص فى
1. أن أصل الإشتقاق فى العربية ليس واحدا, فقد إشتق العرب من الإفعال, و الأسماء ( الجامد منها و المشتق), الحرف, ولكن بأقدار تقل حسب ترتيبها هذا. فأكثر ما اشتق منه الأفعال, ثم الأسماء فالحروف
2. أن ما ندعوة المشتقاق – بما فيها فى المصدر- قد إشتق من الأفعال بصورة عامة.
3. أن هذه الأفعال. بدورها, قد تكون أصلية مترجلة, وقد تكون إشتقت من أسماء جامدة من أسماء الأصوات الحروف.

ت‌. الإشتقاق الكبير
1. التعريف
الإشتقاق الكبير يسمى القلب اللغوى يعنى أن يكون بين كلمتين تاسب فى اللفظ و المعنى دون ترتيب الحروف. وفكرة التقالب تعود إلى خليل بن أحمد الفراهيدى, الذى حاول بعبقريته الفذة, حصر كل المستعمل من كلمات اللغة العربية, معتمدا على تقليب اللفظ إلى كل الإحتمالات الممكنة. ومبنيا المستعمل من هذه التقاليب من غير المستعمل.
وقال الدكتور صبيحى (1960 : 186) يقول أن الإشتقاق الكبير فهو عبارة عن إرتباط مطلق غير مقيد بترتيب بين مجموعات ثلاثية صوتية ترجع تقاليبها الستة وما يتصرف من كل منها إلى مدلول واحد مهما يتغاير ترتيبها الصوتى.
ويبدو لنا أن الإشتقاق الكبير تقضى بالتجوز فى التعبير والإكثار من إخراج الكلام عن ظاهره, والحرص على تلمس الألفاظ العامة, بل الشديدة العمومظو لكى تصلح للربط بين صور متعددة ربما تتلقى فى الأشياء ولكنها ايضا تتبين فى أشياء.
2. المثال
أ‌. الثلاثى المضاعف
فى الذال و الباء معنى الغلب و الفواق. والذب : الطرد, وذبا عنه يذب ذبا, وفلان يذب عن حريمه ذبا أي يدفع عنهم. وبذ القوم يبذهم بذا سبقهم و غلبهم, وكل غالب باذ, و العرب تقول : بذ فلان فلانا يبذه إذا ماعلاه, وفاقه فى حسن أو عمل كائنا ماكان : فالبذ فيه معننى الغلب والفواق, وال1ب كذلك, لأن الذى يذب إنسانا أو حيوانا أي يطرده : يغلب و يفوقه فى القوة, بطرده إياه.
ب‌. الثلاثى غير المضاعف
فى الباء والقاف والراء معنى الشق والإحاطة, وقد ورد من هذه الأحرف الثلاثة الكلمات التى يمكن أن تكون منها بالتقديم والتأخير وهي (ق,ر,ب),(ب,ق,ر), (ق,ر,ب), (ر,ق,ب),(ر,ب,ق) وفيها جميعا معنى الشق والإحاطة, وهاك معانيها عن اللسان.
(ق,ب,ر) : القبر, مدفن الإنسان وجمعه قبور, وقبره, وقبره يقبره: دفنه وأقبره : جعله قبرا , وأقبره :اذا أمرا إنسانا بحفر قبر. وفى هذه الصيغة معنى الحفر أى الشق. وفى القبر إحاطة بالميت.
(ب,ر,ق) : البرق الذى يلمع فى الغيم وجمعه بروق, وبرقت السماء تبرق برقا وأبرقت: جاءت ببرق, ومرت بنا الليلة سحلبة براقة وبارقة : اى سحابة ذات برق. وأبرق القوم: دخلوا فى البرق, وأبرقوا البرق : رأوه ولا شك أن البرق يشق الغيم وفى الغيم والظلاق إحاطة بالبرق.
(ر,ق,ب) : الرقبة : العنق وقيل ك أعلاها وقيل : مؤخر أصل العنق ورقبه طرح الحبل فى الرقبة إحاطة بها.
(ر,ب,ق): الربقة, والربقة والربق بالكسر كل ذلك الحبل و الحلقة تشد بها الغنم الضغار لئلا ترضعو والجمع أرباق, وبارق وربق. الربقة فى الأصل: عروة فى حبل تجعل فى عنق البهيمة أو يدها تمسكها: وربقت الشيئ وارتبقته لنفسى كربطة وارتبطه, وهو من الربقة, ولا شك أن فى الربقة الإحاطة.
(ب,ق,ر): اصل البقر : الشق و الفتح والتوسعة , وبقرت الشيئ بقرا: فتحته ووسعته, وفى حديث حذيفة ك فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا أى يفتحونها و يوسعونها و الفتح. الشق فأنت ترى معانى هذه الصيغ الست تجتمع كلها فى المعنى الشق والإحاطة.
ت‌. الرباعى المضاعف
الففظ السباسب و البسابس بمعنى القفار وأحدها سبسب و بسبس. الشنشنة و النشنشة : حركة القرطاس والثوب الجديد . القهقهة فى السير مثل القهقهة مقلوب منه, القلقلة : شدة اضطراب الشيئ وتحركه, وهو يتقلقل ويتلقلق . قرب صبصاب : شديد و صبصباب : مثل البصباص . وانقرب : سير الليل لورد الغد. كعبر الشيئ قطعه و بعكر الشيئ قطعه ككعبر. خذ عبه بالسيف وبخذعه : ضربه.

3. موقف الباحثين منه
وقف اللغويون والباحثون من مذهب ابن جينى ثلاثة مزاقف مختلفة :
أ‌. الفريق الأول, هم بالغون فيه, ومن هذا الفريق الزجاج الذي كان يزعم, أن كل لفظين اتفقا ببعض الحرول, وان نقصت حروف إحداهما عن حروف الأخرى, فإن إحداهما مشتقة من الأخرى. فتقول: " الجل مشتق من الارجل, والثور إنما سمي ثورا لأنه يثير الأرض, والثوب إنما سمي ثوبا لأنه ثاب (أى رجع) لباسا بعد أن كان غزالا.
ب‌. الفريق الثانى, أنكر هذا النوع من الإشتقاق كالسيوطى الذى يقول وهذا مما ابتدعه الإمام أبو الفتح ابن جينى, كان شيخه أبو على الفاريسى يانس به يسيرا, ولسي معتمدا فى اللغة, ولا يصح أن يستبط به إشتقاق فى لغة العرب, وأنما جعله ابو الفتح بيانا لقوة ساعده ورد المختلفات إلى قدر مشترك. مع إعترافه وعلمه بانه ليس هو موضوع تلك الصيغ, وأن تراكيبها تفيدا أجناسا من المعانى معايرة للقدرالمشترك, وسبب إهمال العرب وعدم التفات المتقدمين إلى معانية أن الحروف قليلة وأنواع المعانى المتفاهمة لا تكاد تتناهى فخوصوا كل تركيب بنوع منها.
ت‌. الفريق الثالث, وفق موقفا وسطا بين الفريقين , فمن ناحية تحفظ على بعض الأمثلة التى أوردها ابن جينى فى هذا الباب. وائهمة بالعسف أحيانا, لكنه ذهب على أنه مع هذا التحفظ. ومع هذا الحذر من القوع فى التلف, يظل بحث الإشتقاق الكبير يؤتى ثمرة إلى اليوم. حتى ليكون القول: إن لغوى العرب لم يعرفوا إنتاجا أعطم منه.

ث‌. الاشتقاق الأكبر (الإبدال)
أ‌. تعريفه
إن كل تكلف ارتكبه اللغويون في باب الاشتقاق بقسميه السابقين: الأصغر والكبير، لا يعد شيئا إذا قيس بما اضطروا إلى ارتكابه لدى كل خطوة فيما سموه بالإشتقاق الأكبر.
الاشتقاق الأكبر يسمى بالإبدال أيضا، وهو ما ارتبطت فيه بعض "مجموعات ثلاثية من الأصوات ببعض المعاني ارتباطا غير مقيد بنسف الأصوات، بل بنوعها العام، وترتيبها فحسب، فتدل كل مجموعة على المعنى لمرتبطة به متى وردت مرتبة حسب ترتيبها في الأصل "مثل" امتقع لونه، وأسود حالك وحانك، وهدل الحمام وهدر، وكشط وقشط، والصراط والسراط، ونقع ونهق، وازواهز.
واشتقاق الأكبر الذى أولع به ابن جبنى، توسع فيه بعد أن فطن له الخليل وأبو علي الفارسي، إلا أن جنى توسع فيه وتحليل له، حتى اعتبر أن سلم، مهملة، لكنه يستعمل بدلا من نسمت الريح، التقارب النون والام على أنه لم يدع ذلك في جميع اللغة، كما ندعى للاشتقاق الأصغر فلا حق إذن للسيوطي في الجملة على ابن جنى بسبب الإشتقاق الأكبر ويرى أن العربأهملته، وابن جنى لم يعمم. فهو يرى: أن جنب، وجبذ، ليس احداهما مقلوب عن صاحبه، وذلك أنهما يتضمن تصرفا واحدا.... فإن جعلت أحدهما أصلا لصاحبه فسد ذلك، ولم يكن أحدهما أسعد بهذه الحال من الاخر.
ب‌. قسماه
الإبدال قسمان:
1. الإبدال الصرفي
وهو أن تقيم مكان حروف معينة، حروفا أخرى، بغية تسير اللفظ وتسهيله، أو الوصول بالكلمة إلى الهيئة التي يشيع استعمالها، كالإبدال الواو ألفا في نحو صام أصلها صوم. أو كالإبدال الطاء من التاء في اصطنع وأصلها اصتنع. وقد اهتم الصرفيون اهتاما كبيرا بهذا النوع من الإبدال، فاختلفوا في عدد حروفه. فهي عند بعضهم تسعة أحرف يجمعها قولك (هدأت موطيا) وهي عند سيبويه أحد عشر حرفا، وعند غيره اثنا عشر حرفا، يجمعها قولك (طال يوم أنجدته)، أو اربعة عشر، أو اثنتا وعشرون.
2. الإبدال اللغوي
هو أوسع من الإبدال الصرفي، بحيث يشمل حروفا لا يشملها الإبدال الأول. وقد اختلف اللغويون في مفهوم هذا الإبدال، فوسع بعضهم دائرته، فقال: إن هذا النوع من الإبدال يشمل جميع حروف الهجاء، وضيقها اخرون فالشترطوا أن تكون الحروف المتعاقبة متقاربة الخروج، وأن تكون إحدى اللفظتين أصلا للأخرى لا لغة في الثانية. وبما أنه يتعذر اليوم التمييز بين ما هو أصل وما هو فرع في مثل نقع نهق، سقر وصقر، ظن ودنّ، على الرغم مما وضعه اللغويون والنحاة من قواعد لهذا التمييز، فإن فؤاد ترزي يرى أن الإبدال الحقيقي يجب أن تتوافر فيه الشروط التالية:
1- قرب مخارج الحروف المتغاقبة
2- الترادف أو شبهه
3- وحدة القبيلة التي يدور في لسانها اللفطان المبدلان.

ج. صلته بالإشتقاق
اختلف الباحثون في صلة الإبدال اللغوي بالإشتقاق، إذا عتبره بعضهم أحد أنواع الإشتقاق وسماه "(الإشتقاق الكبير) أو (الأكبر)"، بينما ذهب آخرون، ومنهم فؤاد ترزي، إلى أن الإبدال يتنافى وطبيعتة الإشتقاق، وحجته:
1- أن الإشتقاق، في أساسه، لا يهدف إلى الترادف ولا يؤول إليه.
2- أن ابن جني، الذى توسع في مفهوم الإشتقاق إلى حد أدخل فيه القلب اللغوي، لم يعتبر الإبدال ضربا منه، وكذالك فعل السيوطي وغيرهما. وعنده أن الإبدال ليس سوى ظاهرة صوتية تقوم على استبدال بعض الحروف ببعضها الاخر، وتعود إلى أسباب عدة منها:
أ‌- التطور الصوتي في الحرف المبدل، وأكثر ما يكون ذلك في الحروف المتقاربة المخرج كالسين، والزاي في المثل (الشاسب) و (الشازب)
ب‌- الخطأ في السمع في نحو (الخطيط) في (القطيط)
ت‌- التصحيف الناتج عن قلة الإعجام قديما نحو: تقيّأت المرءة وتفيّأت ( تثنّت على بعلها وتكسّرت له تدلّلاّ وألقت نفسها عليه)
ج‌. الاشتقاق الكبّار أو النحت
أ‌. تعريفه
النحت في المعجم الوسيط هو من كلمة نحت-ينحت-نحتا-ونحيتا: زحر. ويقال: نحت الخشب ونحت الحجر. ويقال: نحته السفر: أنضاه وأرقّه. ونحت فلان على الكرم: طبع عليه. والنحت لغة هو النشر والبري والقطع. وفي التنزيل العزيز: ((وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين)). ونحت الكلمة: أخذها وركّبها من كلمتين أو كلمات. يقال: ((بسمل))، إذا قال: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) و ((حوقل)) أو ((حولق))، إذا قال: ((لاحول ولا قوّة إلا بالله)).
النحت من ضروب الاشتقاق في اللغة وهو أن تعمد إلى كلمتبن أو جملة فتنزع من مجموع حرف كلماتها، كلمة فذّة تدل على ما كانت تدل عليه الجملة نفسها.
النحت في الاصطلاح علماء الاشتقاق هو أخذ كلمة من كلمتين أو أكثر مع المناسبة بين المأخوذ، والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى معا: بأن تعمد إلى كلمتين أو أكثر، وتضم مابقي من أحرف كل كلمة إلى الأخرى وتؤلف منها جميعا كلمة واحدة، فيها بعض أحرف الكلمتين أو الأكثر وما تدلان عليه من معان.
النحت (coinage) في المعجم علم اللغة النظري هو إيجاد كلمة جديدة اصطناعيا ومن قصد للوفاء بغرض محدد.
ويعرّف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله: هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة، وبحيث تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللّفظ، دالة عليهما جميعاً في المعنى.
النحت عند الخليل: أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها. ويعتبر الخليل بن أحمد (ت 175هـ) هو أوّل من أكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال: إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما، إلاّ أن يُشتَق فَّعِلٌ من جمع بين كلمتين.
أنشد الخليل في كتابه "الصاحبي" في باب النحت:
أقول لها ودمع العين جارٍ ألم تحزنكِ حَيعَلةُ المنادى
فهذه كلمة جمعت من (حيّ) ومن (على)، نقول منه: حيعل، يحيعل، حيعلة.
ب‌. قسماه
ينقسم النحت في اللغة إلى أربعة أقسام:
1- النحت الفعلى
وهو أن تنحت من الجملة فعلا، يدل على النطق بها، أو على حدوث مضمونها، ومن أمثلة الحالة الأولى: ((جعفل))، إذا قال لآخر: جعلت فداءك، و((بسمل))، إذ قال: بسم الله الرحمن الرحيم. ومن أمثلة الحالة الثانية: بعثر أي بعث وأثار. ويلاحظ أن كل أفعال هذا النوع من النحت رباعية مجرَّدة.
2- النحت الوصفى
وهو أن تنحت من كلمة واحدة، تدل على صفة بمعناها أو بأشدّ منه، مثل: ((ضِبَطر)) للرجل الشديد، من : ((ضبط)) و ((ضبر)) وفي: ((ضبط)) معناه الشيء إذا حفظه بالحزم و ((ضبر)) يعنى اتصلت عظامه واكتز لحمه، فالضبطر هو القوي المتصل العظام والمكتنز اللحم. و((صَهصَلِق)) من ((الصهيل والصَّلق))، الصهصلق معناه الحاد الصوت وهو مأخوذ من الصهيل وهو صوت الحصان، والصلق وهو الصوت الشديد.

3- النحت الاسمى
وهو أن تنحت من كلمتين اسما، مثل: ((جلمود)) من: ((جمُد)) و ((جلُد)). ومثل: ((حَبقُر)) للبرد، وأصله: حبُّ قُر. وعقابيل من عقبى وعلّة.
4- النحت النسبى
وهو أن تنسب شيئا أو شخضا إلى بلدتى: ((طبرستان)) و ((خوارزم)) مثلا، فتنحت من اسميها اسما واحدا، على صيغة اسم المنسوب، فتقول: ((طبر خزى)) ونحو ذلك.
الكلمات المنحوتة المستحدثة كثيرة، منها: مكزماني (مكان وزمان)، زمكاني (زمان ومكان)، درعمي (نسبة إلى دار العلوم)، أنفمي (للصوت الذى يخرج من الأنف والفم معا)، وقبتاريخ (قبل وتاريخ) prehistoire الخ. وقد كثرت الحاجة إلى النحت في العصر الحديث، وبخاصة عندما بدأ العرب بنقل العلوم إلى العربية، مما دفع مجمع اللغة العربية إلى إصدار قرار يجيز النحت ((عندما تلجيء إليه الضرورة العلمية)).
ج. أهمية طرق النحت
ومن أهم طرق النحت ما يلى:
1- إلصاق الكلمة بالأخرى، دون تغيير شيء بالحروف والحركات نحو: برمائى واللاأدرية.
2- تغيير بعض الحركات دون الحروف نحو: شقحطب (من شق حطب).
3- الإبقاء إحدى الكلمتين كما هي، واختزال الأخرى نحو: مُشَلوَز (منحوت من المشمش واللوز) ومُحَبرَم (منحوت من حب الرمان).
4- إحداث اختزال متساو في الكلمتين، فلا يدخل في الكلمة المنحوتة إلا حرفان من كل منهما نحو: تَعَبشَم.
5- إ حداث اختزال غير متساو في الكلمتين نحو: سَبحَلَ.
6- حذف بعض الكلمات حذفا تامّا دون أن تترك في الكلمة المنحوتة أى أثر نحو: طلبق (أي أطال الله بقاءك) وهيلل (أي: لا إله إلا الله). فإن كلمة "الله" في الأولى، وكلمتي "لا" و"إلا" في الثانية، قد حذفت تماما، ولم يبق لها أي أثر في الكلمتين المنحوتتين المذكورتين.

د. موقف الباحثين من النحت
انقسم الباحثون في مسألة نسبة النحت إلى الاشتقاق، إلى ثلاثة أفرقاء:
1- فريق يؤكّد: أن مراعاة معنى الاشتقاق تنصر جعل النحت نوعا منه: ففي كل منهما توليد شيء من شيء، وفي كل منهما فرع وأصل.
2- فريق ثان يذهب إلى أن النحت غريب عن نظام اللغة الاشتقاقي، لذلك لا يصح أن يعدّ قسما من الاشتقاق فيها.
3- فريق ثالث توسّط فاعتبر النحت "من قبيل الاشتقاق وليس اشتقاقا بالفعل".

هـ. الغرض من النحت:
1- تيسير التعبير بالاختصار والإيجاز. فالكلمتان أو الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت. يقول ابن فارس: "العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار". وذلك ((رجل عبشمي)) منسوب إلى اسمين هما عبد وشمس.
2- الاكتثار من الكلمات باشتقاق كلمات حديثة، لمعان حديثة، ليس لها ألفاظ في اللغة، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها.

و. أثر ظاهرة النحت على اللغة في العصر الحديث
يقول الخليل في لسان العرب: ((إن العرب تلجأ للنحت، إذا أكثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إحداهما إلى بعض حروف الأخرى)) ومع احتياجهم إليه لم يكن كثيرا، لأن العلوم لم تكن منتشرة، كما هي اليوم وبالتالى كانت متطلبات المصطلحات محدودة.
وقد نقل ابن جنى عن أبي عثمان المازى أن ((ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب)). وإذا كان ابن فارس قد توسع في موضع النحت وجملة في أكثر الكلمات الرباعية والخماسية الأصول قياسا، فإننا ينبغي أن تكون منه على حذر في استخدامه لترجمة المصطلحات على طريقته، ومن ثم فإنه يحتاج إلى ذوق سليم فكثيرا ما تكون ترجمة الكلمة الأعجمية بكلمتين عربيتين أصلح وأدل على المعنى من بحث الكلمة العربية الواحدة.
ولذلك كان موقف مجمع اللغة العربية حكيما، حين وافق في جلسته المنعقدة في الحادى والعشرين من فبراير سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وألف على جواز النحت عندما تلجيء إليه الضرورة.

الخلاصة
الاشتقاق الأكبر يسمى بالإبدال أيضا، وهو ما ارتبطت فيه بعض "مجموعات ثلاثية من الأصوات ببعض المعاني ارتباطا غير مقيد بنسف الأصوات، بل بنوعها العام، وترتيبها فحسب، فتدل كل مجموعة على المعنى لمرتبطة به متى وردت مرتبة حسب ترتيبها في الأصل.
الاشتقاق الأكبر نوعان هما الإبدال الصرفي والإبدال اللغوي.
الأمثلة:
الإبدال الصرفي الإبدال اللغوي
قواعد الصرف الإبدال المبدل
الإبدال الواو ألفا صون صان نعق نهق
الإبدال الطاء من التاء اصتنع اصطنع طنّ دنّ

النحت في الاصطلاح علماء الاشتقاق هو أخذ كلمة من كلمتين أو أكثر مع المناسبة بين المأخوذ، والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى معا.
النحت أربعة أنواع منها: النحت الفعلى والوصفي والاسمي والنسبي.



الأمثلة:
النحت الفعلى النحت الوصفى النحت الاسمي النحت النسبي
النحت المنحوت النحت المنحوت النحت المنحوت النحت المنحوت
حمدل الحمد لله ضبطر ضبط وضبر جلمود جلد وجلمد عبشمي عبد وشمس












الباب الثالث
الإختتام

الخلاصة
الإشتقتقاق هوعمليّة لغويّة تتمّ لتوليد لفظان تناسبهما لفظاً ومعنًى . وأما قال عبد الله أمين يقول أن الإشتقاق أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بين المأخوذ منه فى اللفظ و المعنى جميعا.
الاشتقاق الصغير (الأصغر ، العامّ ، الصرفي) ، هوأخذ كلمة من أخرى بتغيير في الصيغة مع اشتراكهما في المعنى واتفاقهما في الأحرف الأصل وترتيبها, المثل: لفظ "ضرب"يصير ضارب فى أسم الفاعل و مضروب فى إسم المفعول
الإشتقاق الكبير فهو عبارة عن إرتباط مطلق غير مقيد بترتيب بين مجموعات ثلاثية صوتية ترجع تقاليبها الستة وما يتصرف من كل منها إلى مدلول واحد مهما يتغاير ترتيبها الصوتى. المثال فى الباء والقاف والراء معنى الشق والإحاطة, وقد ورد من هذه الأحرف الثلاثة الكلمات التى يمكن أن تكون منهابالتقديم والتأخير وهي (ق,ر,ب),(ب,ق,ر), (ق,ر,ب), (ر,ق,ب),(ر,ب,ق) وفيها جميعا معنى الشق والإحاطة, وهاك معانيها عن اللسان.



المراجع

الدكتور أحمد عبد الرحمان الحمادى, عوامل التطور اللغوى, لبنان, 1983
الدكتور الصالحى الصالح, دراسات فى فقه اللغة, داتر العلم للملايين, بيروت, 1960
الدكتور أميل بديع يعقوب, فقه اللغة العربية وخصائصها, دار الثقافة الإسلامية, 1982
عبد الله أمين, الإشتقاق, الناشر مكتبة الخانجىظو القاهرة
ولدنا وركادنتا, فقه اللغة, 2010

Tidak ada komentar:

Posting Komentar